فى بدايه الكلام لابد ان اشرح معنى عنوان الموضوع حتى لا يفهم كلامى بالخطأ ، قصدت من العنوان ان الثوره سبب ايجابى وسلبى لانتشار تربيه وتجارة الكلاب بانواعها وبالاخص كلاب الحراسه فى مصر ولن اعلق او اتحدث من قريب او من بعيد عنها بل سادخل فى الموضوع المقصود مباشرة دون ايه مقدمات.

السبب الرئيسى لكتابه هذه السطور هو ثقافة وسلوك مربى الكلاب الجدد وليست الكلاب.

ايجابيات تربيه الكلاب كثيره وعديده ولكنها ليست سببا فى كتابه هذه السطور بل هى السلبيات لذلك ساختصر فى الكلام عن الايجابيات فمن الايجابيات التى انتشرت فى مصر بعد الثوره هى تربيه الكلاب وبالاخص كلاب الحراسه فقد دخل فى هذا المجال كل شخص لديه مكان يربى فيه كلبا واصبح وجود الكلب فى بلدنا امراً عاديا وليس مجرد هوايه او تزيد من اجل التباهى كما كان من قبل بل لقد انتهت ازمه الهواه مع الجيران الذين لم يكن فى حياتهم شئ سوى الشكوى من اصحاب الكلاب تاره بانها مزعجه جدا لانها تنبح ليلاً وتاره لانها قد تكون مخيفه لاولادهم فضلا عن خوف الاهالى من فكره هجوم هذه الكلاب على اولادهم الصغار ، لقد كان الخوف هو اساس التربيه فكنا كاباء وامهات لا نفعل شيئا سوى الخوف على اولادنا من الكلاب وكل شئ حولنا نخاف ان يرسب اولادنا نخاف ان لا نستطيع تلبيه متطلبات اولادنا وهكذا فى كافه الامور.

وخلاصه القول ان ثقافه تربيه حيوان اليف بغض النظر عن نوعه قطعت شوطاً كبيراً فى فهمها من الجميع فمنذ ان قامت الثوره وساد الانفلات الامنى فى بلدنا اصبح من يمتلك كلبا شخصا محبوبا للجميع ، لقد نظر الناس اخيراً الى ايجابيات وفؤائد تربيه الكلب لقد اصبحت الكلاب فى مصر سلعه ذات درجات جوده متفاوته وذات اسعار متفاوته بل اصبحت هوايه غاليه الثمن.

اما السلبيات وهى السبب الرئيسى فى كتابه هذه السطور الطويله هى جهل معظم من اقتنى كلبا بكيفيه تربيه الكلب بل امتد الامر الى الجهل بان الكلب كائن حى لقد اقتصر الامر على ان الكلاب لغرض الحراسه والرعى والصيد حلالاً وغير ذلك حراماً والكلب ذو اللون الاسود مازال فى نظر البعض شيطاناً او عفريتاً متقمصاً للكلب الاسود ويرى البعض ضرورة قتله !! اين ذهبت العقول؟ اليس الكلب الاسود كائن حى وبه روح ؟ ان منعت عنه الطعام والماء سيموت وهل سيموت الشيطان ان منعت عنه الطعام والشراب؟ وهل ان قمت بتدريب الكلب الاسود سيطيعك ام لا؟ بل سيطيعك وينفذ اوامرك ان كنت تفهم كيف تدرب كلباً فهل الشيطان مطيعاً للبشر؟ اما آن الاوان ان يستخدم البعض عقولهم فى التفكير فى خلق الله وعدم الاكتفاء بما قاله الجهلاء ، ليس الامر مجرد اعطاء الاب لاولاده نقودا لشراء كلب وشراء بعض الاكسسوارات والقاء بقايا الطعام له لابد من اتخاذ اللازم نحو رعايته صحياً وتغذيته السليمه وتدريبه ويجب دراسه وتعلم والبحث فى هذه الامور والسؤال عنها من اهل الخبره على الاقل هذه الامور غير قابله للفتوى لقد سبققم علماء فى دراسه هذه الامور فاما ان تتعلموها او تصرفوا نظركم عنها لانكم بذلك تعذبون كائن حى.

اود ان اسرد حكايه لاثنين من جيرانى رغب كلاهما فى اقتناء كلباً للحراسه اما الاول فقد اقتنع بان افضل الكلاب هى الجيرمن شيبرد فاشترى اثنان ذكرا وانثى لا اراهما ابداً ولكنى اسمع نباحهما لقد اشتراهما ليحبسهما وعلمت منذ عدة اشهر ان الانثى هربت منه عندما وجدت فرصه للخروج لقد انطلقت مبتعده ولم يجدها حتى الان اما جارى الاخر فلقد اشترى كلب من نوع دوبرمان وتكرر نفس الامر لقد هرب منه عندما وجد فرصه للخروج من محبسه والغريب ان صاحب الدوبرمان لم يحزن فلديه القدره الماديه لشراء غيره وبالفعل لقد نصحه اصدقائه بشراء كلب من نوع روتفيلر وفعلها واشترى انثى روتفيلر والمصيبه الكبرى هى ان كل من صاحب الذكر الجيرمن تعرف على صاحب الانثى الروتفيلر وفكرا بان يزوجون هذا الذكر مع تلك الانثى من اجل انتاج نوع جديد مهجن من الكلاب يكون خارقا ويجمع بين صفات كل من النوعين.

عندما علمت بهذا الامر كان الاوان قد فات فاوضحت لهما بكل الطرق السلميه المشموله بالغضب ان كلاهما غبيا وانهما ليسا علماء فى علم الحيوان الى ان وصل الامر للخلاف بيننا بسبب كلامى معهم .

خلاصه الامر اننا لدينا الان كلبين ربما مازلا طلقاء فى الشارع احدهما من نوع الجيرمن شيبرد و الاخر من نوع الدوبرمان وكلاهما كاره لسلوك البشر واتوقع ان يقوم جيرانى بالقاء الخلفه المهجنه ايضا فى الشارع بعدما اوضحت لهما غبائهم فهل نحن لدينا اجهزه تلتقطت هذه الكلاب تراعها وتحمى الناس من شرها؟ طبعا لا يوجد عندنا غير ثقافه قتل الكلاب الضاله ولكن هل نقبل بوجود هذه الانواع فى شوارعنا ككلاب ضاله؟ اعلم انى ساجد تعليقات منكم وسنجد جميعا ان معظم الانواع قد هربت الى الشوارع وربما ستتزاوج هذه الانواع مع بعضها والله اعلم ماذا سنرى نتيجه لهذه التصرفات مستقبلا!!!

لذلك ادعو كل من يقرأ هذه السطور من مربى الكلاب ذوى الخبره ان يبادر بتثقيف ومساعدة جيرانه الجدد فى تربيه الكلاب بلا مقابل ولقد بدأت بنفسى وادعو كل من لديه القدره على شراء كلب قبل ان يقتنى كلباً بدراسه كيف يربى كلباً ويدربه وان لم يجد الوقت للدراسه فلن يجد الوقت للاعتناء بكلبه لذلك انصحه بان يتقى الله فى خلقه وان يشترى بنقودك لعبه اخرى.

هناك الكثير من السلبيات الاخرى فى سلوك مربى الكلاب الجدد فادعوكم لذكرها حتى نواجهها جميعا فالمشكله ليست فى الكلاب انما فيمن يقتنى كلبا دون ان يعلم عنه شيئا سوى القاء بقايا الطعام له فى محبسه.
اعتذر عن الاطاله ولكن اظن الامر يستحق المحاوله منا جميعا فى نشر ثقافه تربيه حيوان اليف وبالاخص الكلاب.